الاثنين، 2 يونيو 2008

" للحزن خمسة أصابع " *


،

من كتاب " للحزن خمسة أصابع " لمحمد حسن أحمد ، ذاكَ الكتاب الذي لم أقرأه حتى ، يكفيني
منه أني سمعتُ عنه وزرتُ صفحه تحوي مقاله له .


أحسست أنّ أصابعي الخمسه يملكُ كل منها حزنٌ خاصٌ به يجعلني أعرف من أيّ أصبع ذاك الحزن ، الأحزان جزءٌ من أصابعي الخمسه ، اليوم وبعد أنّ قرأت عنوان الكتاب " للحزن خمسة أصابع" شدني لأن أشعر أن للحزن أنواع بعدد أصابع اليد ، مثلاً : إصبعُ " الخنصر " حزنٌ ضئيل لكنّك لا تستطيعُ التخلي عنه فهو حزنٌ مكبل بكْ ، كـ الخنصر تماماً فرغم ضآلته إلا أنك لا تريد أن تكون لكَ يداً بها أربعة أصابع ، يداً دون خنصر ..حقاً إنها مفجعه ..!!

" البنصر " إصبعٌ على الهامش لا يعني وجوده شيئاً من ناحية النفع ، قد يظنُ البعض ذلك ، ولكن حقيقة الشكل بأصبع ناقص تبدو مرعبه نوعاً ما ، إصبعٌ ظاهر لو تخليت عنه ، لإنه يسبب فراغاً بعد تركه ، هذا هُو حزن " البنصر " من يفقدُه يعيش فراغاً مؤلماً ، فراغُ الحزن الذي لا يملأه شيء .

وَ " الوسطى " حزنٌ كبير جداً ، ك، حزنُ الفقد وفاجعة الموتْ .

أما " السبابه " فإصبعٌ لايشهد أنّ لا إله إلا الله و أنّ محمد رسول الله .. كافر ، أظنُه حزنٌ مسلم ، حزنُ غزه ، حزنُ بغداد ، حزنُ ثكلى ، حزنُ جوع ، حزنُ ظلام ..

" الإبهام " يجمع الأحزانُ جميعاً إضافة له حزنٌ على ذكرى تخلّد فيكَ فرحه وحزن متعادلين ، لتملك حزنٌ أخير وهو حزنٌ متعادل الشحنه ، يمكنُك أنّ تنساه بضحكه أو رؤية أحباب : )
بعضٌ مما كُتب في المقاله :
لم تكن القراءة له تكفيني، تماما كما لم تكفيني القراءة عنه.. لا بد أن أكتب عنه كي أكمل فرحتي بحرفه، محمد حسن أحمد يشبه رجال وطني الباحثين عن ما هو مختلف، المنقبين بين أكوام الكلمات عما يخلقهم.. و يمنح العالم بهجة ميلادهم، محمد يكتب عن الموت.. عن الوطن.. عن الحب.. عن السعادة.. عن النجاح.. عن الحزن.. عن الغربة.. عن الظلم الذي ينهش لحم الفقراء، و يبدد عرقهم في رطوبة الهواء المالح رغما عن الشمس “التي لا تعرق”.
’’ صمتكِ يوقظ الليل، دعيه ينام” .. و لأنه أراد لليل أن ينام كتب محمد عن حزنه ذي الخمسة أصابع، ذلك الحزن الذي نبت فجأة من الأرض التي دفن فيها جسد مراد.. مراد الذي رفض الوطن أن يمنحه اعترافا بأبوته فعاش غريبا كما الليل، يتنفس ملح حزنه المنسكب مع كل زفرة.. مراد الذي عرف الحب في أرض وعرة، و قطف زهرته ليسكن سعادة كانت تفر منه.. مراد الذي أوقف لحظات الزمن بعدسة كاميرته، لونها بالأبيض و الأسود كما لون أيامه.. كانت نورة هي فرشاة ألوانه التي جعلت لحياته معنى.. و حين جاء الموت ليقطفه، آثر أن يأخذهم معا، كي لا يحزن أحدهم أو يتألم لفقدان الآخر. *
*المصدر:


ليست هناك تعليقات: